قيمة العلماء في حياتنا والخسارة المترتبة على فقدهم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .......... أما بعد،،،

ما رواه أبو داود عن أبي الدرداء -رضي الله عنه-: يقول صلى الله عليه وسلم:[ من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر].
ما هي معاني هذه المفردات في الحديث؟
تضع أجنحتها:1-أن الملائكة تتواضع لطالب العلم2- أو تعظم طالب العلم.3- تحمله عليها فتعينه على بلوغ قصده.
4- أنها تبسط أجنحتها بالدعاء لطالب العلم. 5- أنها تكف عن الطيران وتجلس في مجالس وحلق العلم والذكر تنزل بالرحمة عليهم بحظ وافر
أن من يسلك طريق العلم ويحضر حلق العلماء فإنه يسلك بابا من أبواب الجنة، ويسلك طريقا من الطرق التي تلج به في النهاية إلى جنات النعيم بإذن الله تعالى.
كيف ذلك؟ إما بالعلم بحقيقة وجود الله و كيفية عبادته أو أن يوقفه إلى الأعمال الصالحة الموصلة إليها بواسطته.و لهذا نجد الإسلام يحث عليه و يرغب فيه و في مجالسة العلماء و الأخذ منهم.
ما هو العلم أو العلماء الذين يتحدث عنهم الحديث؟
والمقصود بالعالم والمتعلم والعلماء الجامعون بين العلم النافع والعمل به .فالعالم هو الذي يخشى الله بعلمه وفي عمله وقوله تعالى: إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور.
وقوله صلى الله عليه و سلم: >>فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب<<؟
في الحديث تشبيه مطابق لحال القمر والكوكب: فالقمر يضيء الآفاق للعالَم وكذلك العالِم، والكوكب يضيء لنفسه وإن تجاوز فإنه يتجاوز غير بعيد وكذلك العابد الذي عبادته تنفعه في نفسه وتنفع الناس المحيطين به.
2- في هذا الحديث تشبيه للعالم والعابد بالقمر والكوكب ومعناه أيضا تشبيه للجاهل بالليل في ظلمته.
3- لماذا شبه النبي صلى الله عليه وسلم العالم بالقمر ولم يشبهه بالشمس مع أن نور الشمس أقوى؟
والسبب يعود لأمرين:
أ- أن نور العالم مُستفاد من غيره، القمر يستفيد ضوءه من الشمس فكذلك العالم يستفيد علمه من النبي صلى الله عليه وسلم.
ب- أن الشمس لا يلحقها اختلاف من أول الشهر إلى آخره، لكن القمر يلحقه اختلاف فتارة يكون بدرا، وتارة يكون هلالا، وتارة يزيد وتارة ينقص، وكذلك العلماء فمنهم من هو في علمه كالبدر في تمامه، ومنهم من هو أقل من ذلك بليلة، وبليلتين وهكذا.
لماذا كان تقديم العالم على العابد في الفضل و المنزلة؟
لان العالم يفيد نفسه و غيره فيؤدي العبادة عن اقتناع و على أحسن وجه كما انه يفيد غيره في ما يحتاجون إليه من أنواع العلوم أما العابد عبادته تنفعه في نفسه وتنفع الناس المحيطين به فقط.
قوله صلى الله عليه وسلم:[ وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر ].
فإذا كان الأنبياء هم خيرة خلق الله تعالى، فكذلك ورثتهم هم خيرة العباد بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. فالعلماء هم قادة الأمة نحو الطريق المستقيم وهذا هو الميراث الحقيقي. ولهذا يقال أن أعرابيا دخل في حلقة ابن مسعود -رضي الله عنه-، فرأى الناس قد تحلقوا على ابن مسعود -رضي الله عنه-، فقال لابن مسعود: ماذا يريد هؤلاء؟ على ما اجتمع هؤلاء؟، قال: اجتمعوا على ميراث محمد صلى الله عليه وسلم.
-و العلم عند المسلمين عبادة و طلب العلم فريضة على الذكر والأنثى وأول كلمة نزلت في القرآن (اقرأ)
- وفي الحديث الدعوة إلى الحفاظ على ميراث النبي صلى الله عليه وسلم بالعلم.
------------------------------------------------------------------------------------------
وتعلمون إخواني:
أن العلماء هم ورثة الأنبياء ، و هم نجوم يهتدى بهم في الظلماء ، و معالم يقتدى بهم في البيداء ، أقامهم الله تعالى حماة للدين ، ينفون عنه تحريف الغالين ، و انتحال المبطلين ، و تأويل الجاهلين ، و لولاهم - بتوفيق من الله لهم- لطمست معالمه ، و انتكست أعلامه بتلبيس المضلين ، و تدليس الغاوين .

و لهذا كان من أعظم المصائب التي يبتلى بها الناس ، و تحرك نفوس الأكياس موت العلماء ، لأن هذا الأخير سبب لرفع العلم النافع ، و انتشار الجهل الناقع.
تعالم ما الرزية فقد مال و لا شاة تموت و لا بعير
و لكن الرزية فقد حـــر يموت بموته بشر كثيـــر

فهذا الحدث الجلل شرط من أشراط الساعة كما قال عليه الصلاة و السلام : " إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم و يثبت الجهل " متفق عليه .
و المراد برفعه هنا موت حملته ، فإن العلم لا يرفع إلا بقبض العلماء انظر الفتح 1/213 ، و بقبضهم يقبض العلم كما في الحديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " إن الله لا يبقض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد و لكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا و أضلوا " متفق عليه .
قال النووي رحمه الله : " هذا الحديث يبين أن المراد بقبض العلم ليس هو محوه من صدور حفاظه ، و لكن معناه : أن يموت حملته و يتخذ الناس جهالا يحكمون بجهالاتهم فيضلون و يضلون " شرح مسلم 1/223 .و من محاسن التفسير في هذا الصدد ما ورد عند قول الله تعالى : ( أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها ) الرعد .
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره للآية : " قال ابن عباس في رواية : خرابها بموت علماءها و فقهاءها و أهل الخير منها ، و كذا قال مجاهد أيضا : هو موت العلماء ، و في هذا المعنى روى الحافظ ابن عساكر في ترجمة أحمد بن عبد العزيز أبي القاسم بسنده إلى أبي بكر الآجري بمكة قال : أنشدنا أحمد بن غزال لنفسه :

الأرض تحيا إذا ما عاش عالمهـــا متى يمت عالم منها يمت طرف
كالأرض تحيا إذا ما الغيث حل بها و إن أبى عاد في أكنافها التلف

وعن علي رضي الله عنه قال :" يموت العلم بموت حملته " .

و اثر عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قوله : " عليكم بالعلم قبل أن يرفع ، و رفعه هلاك العلماء " رواه الدارمي 1/54 .
قال المناوي رحمه الله في معرض شرحه لحديث نحو الأحاديث المتقدمة : " و فيه حث على اقتباس العلوم الدينية قبل هجوم تلك الأيام الدنيئة الرديئة" فيض القدير 2/444 .
فالله الله في ذهاب العلماء فإن موتهم كسر في جدار الإسلام و عبء ثقيل على أعناق طلبة العلم النجباء .
فعن الحسن البصري رحمه الله قال : " كانوا يقولون : موت العالم ثلمة في الإسلام لا يسدها شيئ ما اختلف الليل و النهار " رواه الدرامي
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

وهنا نشير إلى أن فقد العلماء سواء بالموت أو بتجاهل الناس لهم وترك دروسهم أو الأخذ عنهم كل ما يدور في حياتهم فإن ذلك من أعظم المصائب وأوهن للأمة وأدعى لانتشار الفوضى الفكرية وتفكك لأوصالها وانتشار أوبئة البدع في كل ربوعها .
فإن فقد علماء السنة رزية، وتترتب عليه مفاسد جلية، ومن أعظمها: تجاسر أهل البدع في الدعوة إلى بدعهم وضلالهم، قال الآجري في كتابه أخلاق العلماء: فهم سراج العباد، ومنار البلاد، وقوام الأمة، وينابيع الحكمة، هم غيظ الشيطان، بهم تحيا قلوب أهل الحق، وتموت قلوب أهل الزيغ، مثلهم في الأرض كمثل النجوم في السماء، يهتدى بها في ظلمات البر والبحر، إذا انطمست النجوم تحيروا، وإذا أسفر عنها الظلام أبصروا ا.هـ

ومن الأمثلة على ذلك: ما ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء عن يحيى بن أكثم قال: قال لنا المأمون: لولا مكان يزيد بن هارون، لأظهرت القرآن مخلوق. فقيل: ومن يزيد حتى يتقى ؟ فقال: ويحك إني لأرتضيه لا أن له سلطنة، ولكن أخاف إن أظهرته، فيرد علي، فيختلف الناس، وتكون فتنة .

وفي هذا ما يدل على أن حياة أئمة السنة حماية للشريعة ولعموم البرية من البدع والضلالات الردية ، ،

والواقع أن الأمر أعم وأشمل، بل إن الشجاعة حقاً في مصابرة النفس على مخالفةأهل الأهواء؛ لننصر سنة، ونقمع بدعة، وما أكثر الذين التبست عليهم البدع ووجدوا سوقاً رائجاً في كثرة الناس حولهم، وبعضهم اتخذه سبيلاً لتحقيق مأربه، فإذا وما ذلك سوى أنهم فقدوا طريقهم إلى العلم النبوي الشريف وعلمائه الربانيين الدلائل الى طريق الله المستقيم ،، سواء كان فقدهم للعلماء عمدا لتحقيق مآربهم أو جهلاً لتقاعسهم عن طلب العلم والرجوع إلى العلماء أو فقداً للثقة فيهم
ومن هنا تقع الطامات على عاتق الأمة كلها دونما تمييز أو اختيار،،،
وللموضوع بقية إن شاء الله تعالى .....
================================================================
وفقنا الله وإياكم لكل خير
أبو عبد الرحمن الأمين
[center]

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(( من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنه ))

جزاكم الله خيرا
و جعله في ميزان حسناتك

موضوع جميل وممتاز

أخي علاء :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك على مرورك الطيب وفقنا الله وإياك للخير
----------------------------------
أبو عبد الرحمن الأمين

موضوع مهم جدا خصوصا هذة الايام
ولست ممن يحق لهم تصديق كلام لحضرتك من عدمه فأنت فوق ذلك
لكن فى هذة الايام لايجد العلماء منازلهم الحقيقيه والمشروعه بين كثير من الناس
لا أعلم هل هذا ناتج عن عدم فهم منهم
اليوم اصبع العامه علماء ويقولون الدنيا خلتنا حكماء
وبعد قرائة هذا الموضوع لايسعنى الا ان اقبل ايدى من هم فى العلم فقهاء

أخي صبري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك على مرورك الطيب ولعلنا نبين كل شئ حول هذا الموضوع وأهميته بالنسبة لما يجري في واقعنا الحاضر
عندما نكتب بيقة الموضوع
----------------------------------------

السلام عليكم ورحمة الله
بسم الله الرحمن الرحيم

موضوع جيد وقيم..شكرا على الإفادة .....اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد
** إنما يخشي الله من عباده العلماء **
جزاك الله خيرا
تقبلوا مروري المتواضع

أختي زهرة الأمل :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك على مرورك الطيب وفقك الله تعالى لكل خير
------------------------------------------------------
أبو عبد الرحمن الأمين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا استاذنا العظيم
موضوع جميل وهام جدا
فطلب العلم فريضة علي كل مسلم ومسلمة

أخي الكريم مسعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك على مرورك الطيب وفقك الله لكل خير
وانتظر المزيد بحول الله تعالى
------------------------------------------
أبو عبد الرحمن الأمين

بارك الله فيك شيخنا الكريم

موضوع جميل جدا

السلام عليكم ورحمة الله
بسم الله الرحمن الرحيم

واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شئ عليم

صدق الله العظيم

جزاكم الله خيرا

بسم الله الرحمن الرحيم

جزاك الله خيرا اخي ابو عبد الرحمن

ونتمني منك المزيد ان شاء الله

أخي سامح عبد الرحيم :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك على مرورك الطيب نفعنا الله وإياكم بما نقرأ وبما نكتب
==============================
أبو عبد الرحمن الأمين

أخي ضياء حسن :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك على مرورك الطيب
===================

أخي عادل حمامه :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك على مرورك الطيب وأبشر إن شاء الله سوف نوافيكم بالمزيد
ولكني لا أريد أن أزاحمكم بالموضوعات حتى يتمكن القارئ بقراءة المكتوب أولاً بأول
=======================================
أبو عبد الرحمن الأمين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خير ونفعنا الله بعلمك

أخي وائل :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك على مرورك الطيب وفقك الله

بسم الله الرحمن الرحيم

اخي ابو عبد الرحمن

مشكور شكرا جزيلا احب اوضح اسمي لحضرتك

عـــــــادل حــــــــمــــــامـــــــــه

أخي عادل حمامة
السلام عايكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك على مرورك الطيبوأشكرك على التلميح نحو اسمك وإن كنت أعرفك مسبقاً وفقك الله ويسعدني مرورك
--------------------------------------------------------------------
أبو عبد الرحمن الأمين

جزاك الله خيرااا شيخنا الكريم
وجعله الله فى ميزان حسناتك

أخي أحمد مرزوق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك على مرورك الطيب وجعل لك النصيب الأوفر من دعائك بالمثل
وفقنا الله وإياك

الأرض تحيا إذا ما عاش عالمهـــا متى يمت عالم منها يمت طرف
كالأرض تحيا إذا ما الغيث حل بها و إن أبى عاد في أكنافها التلف

جزاكم الله خيرا شيخنا الجليل

بسم الله الرحمن الرحيم

جزاك الله خيرا شيخنا الكريم واكثر الله من امثالك

موضوع جميل جداا

جزاك الله خيرااا وجعله الله فى ميزان حسناتك

ووفقكم الله

شكراا على الموضوع يا شيخ فبالعلم تصيب السنة، وتصح النية، فيحسن عمل، فإنَّ فضل العلم على المال أعظم ، فقد قسَّم رسول الله النَّاس على أصناف أربعة،
فعن أبي كبشة الأنماري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"ثلاثة أقسم عليهن ، وأحدثكم حديثا فاحفظوه.قال:ما نقص مال عبد من صدقة،ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله عزا،ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر أو كلمة نحوها. وأحدثكم حديثا فاحفظوه قال:إنما الدنيا لأربعة نفر:عبد رزقه الله مالا وعلما، فهو يتقي فيه ربه، ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقا فهذا بأفضل المنازل. وعبد رزقه الله علما، ولم يرزقه مالا، فهو صادق النية يقول: لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء . وعبد رزقه الله مالا، ولم يرزقه علما، فهو يخبط في ماله بغير علم ، لا يتقي فيه ربه، ولا يصل فيه رحمه، ولا يعلم لله فيه حقا، فهذا بأخبث المنازل،وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما، فهو يقول: لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان، فهو بنيته فوزرهما سواء".إسناده صحيح أخرجه الترمذي (2325